فصل: المقالة الرابعة: آفات وضح الرحم وأورامها وما يشبه ذلك:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في احتباس الطمث وقلته:

الطمث يحتبس إما بسبب خاص بالرحم وإما بسبب المشاركة.
والذي بسبب خاص إما بسبب غريزي وإما بسبب حادث من وجه أخر.
والطمث يحتبس إما لسبب في القوة وإما لسبب في المادة أو لسبب في الآلة وحدها.
- أما السبب في القوة فمثل ضعف لسوء مزاج بارد أو يابس أو حار يابس أو بارد يابس.
والبارد إما مع مادة أو بغير مادة.
وأما السبب في المادة فإما الكمية وإما الكيفية وإما مجموعهما.
أما الذي في الكمية فهو القلة وذلك إما لعدم الأغذية وقلتها أو لشدة القوة المستعلية على الأغذية.
وإن كثرت فلا تبقي فضولاَ للطمث.
ومئل هذه المرأة يشبه طبعها طبع الرجال وتقدر على الهضم البالغ وإنفاق الواجب ودفع! لفضول على جهة ما تدفعه الرجال وهؤلاء من السمان العصبيات العضليات منهن القويات المذكرات اللاتي تضيق أوراكهن عن صدورهن وأطرافهن جاسية أكثر.
أو لكثرة الاستفراغات بالأدوية والرياضات وخصوصاً الدم من رعاف أو بواسير أو جراحة أو غير ذلك.
وأما الذي في كيفية المادة فأن يكون الدم غليظاً للبرد أو لكثرة ما يخالطه من الأخلاط الغليظة وأكثره للدعة وما يجري مجراها مما علمت.
وأما السبب الذي من جهة الآلة: فالسدّة: وتلك إما لحرّ مجفف مقبض أو لبرد محصف وكثيراً ما يورث كثرة شرب الماء ويؤدي إلى العقر أو ليبس مكثف أو لكثرة شحم أو خلط غليظ لزج أو لأورام أو للرتق وزيادة.
اللحم أو لقروح عرضت في الرحم فاندملت وفسد باندمالها فوهات العروق للظاهرة أو لاعوجاج فيها مفرط أو انقلاب أو لقصر عنق الرحم أو لضربة أو سقطة أغلقت أبواب العروق أو عقيب إسقاط.
وأما الكائن من احتباس الطمث بسبب المشاركة لأعضاء أخرى.
فمثل الكائن بسبب ضعف الكبد فلا ينبعث الدم ولا تميزه أو لسدد فيها وفي البدن كله والسمن يحدث السدد بتضييق المسالك تضييقاً عن مزاحمة والهزال يضيقها تضييقاَ عن جفاف أو لقفة الدم والدم يجمد على الرحم بالخروج فإذا لم يجد منفذاً عاد فإذا تكرر ذلك انبسط في البدن وأورث أمراضاً.

.فصل في أعراض احتباس الطمث وقلته:

قد يعرض لمن احتبس طمثها أمراض منها اختناق الرحم لتشمرها وميلها إلى جانب ويعرض لهن أيضاً أورام الرحم الحارة والصلبة وأورام الأحشاء وأمراض في المعدة من ضعف الهضم وسقوط الشهوة وفسادها والغثيان والعطش الشديد واللذع في المعدة وتعرض منه أمراض الرأس والعصب من الصرع والفالج وأمراض الصدر من السعال وسوء النفس وكثير من أمراض الكبد من الاستسقاء.
وغيره وتتغير منه السمنة وتقل الشهوة ويعرض لهن أيضا عسر البول وخصوصا الحصر وأوجاع القطن والعنق وثقل البدن وتهزل وتكرب وتصيبها قشعريرات وحميات محرقة وربما عسر الكلام لجفاف عضل اللسان من البخار الحار وربما كان الثقل لسبب وجع الرأس.
ويعرض لها قلق وكرب لأوجاع العفن والبخار الحار.
وربما تورم جميع بدنها وبطنها أيضاً لتحلب الورم الصديدي من الدم إليه وربما عرض لها في مزاجها عند احتباس طمثها إذا كانت قوية الخلقة فتقدّر قوتها على استعمال الفضل المحتبس أن تتشبه بالرجال ويكثر شعرها وينبت لها كاللحية ويخشن صوتها ويغلظ ثم تموت.
وربما صارت قبل الموت إلى حال لا يمكن مع ذلك أن يدرّ طمثها.
وأكثر هؤلاء من اللاتي يلدن كثيراً فإذا لم يجامعن وغاب عنهن أزواجهن أو احتبس طمثهن وزال عنهن الحصر الذي يوجبه الاستفراغ من الدم وأخذ الحبل وأخذ الجماع يعرض لهن أن يصير بولهن أسود فيه شوب صديدي كماء اللحم وربما بلن دماً.
العلامات: ما يتعلق بالبرد فعلامته ثقل النوم والتخثر فيه وبياض لون الجسد وخضرة الأوراد وتفاوت النفض وبرد العرق وكثرة البول وبلغمية البراز.
وما يتعلق بالحرارة دل عليه الالتهاب وجفاف الرحم وسائر علامات حرارته المعلومة فيما سلف.
وما يتعلق باليبس دل عليه علامات اليبس فيها المعلومات فيما سلف ويؤكده هزال البدن وخلاء المروق.
وأما الورم والرتق وغير ذلك فهي معلومات العلامات مما قد علمت إلى هذا الموضع ولا حاجة بنا أن نكرر ذلك المعالجات: أما المتعلق بالتسخين والتبريد وتوليد الدم وترطيب البدن وعلاج الأورام وعلاج الرتق ونحو ذلك فهو معلوم من الأصول المتكررة.
والكائن عن الرتق الذي لا يعالج وعن انسداد أفواه العروق عن التحام قروح وغير ذلك فهو كالميئوس منه.
وعلاجه إخراج الدم لئلا يكثر وتنقية البدن واستعمال الرياضة وإنما يجب أن نْورد الآن ذكر العلاجات المدرّة للطمث وهي التي تحرك الدم إلى الرحم وتجعمله نافذاً في المسام وتجعل المسام متفتحة.
وقد ذكرنا هذه الأدوية في المفردات في جداولها وذكرنا أيضاً في الأقرباذين وأما ههنا فنريد أن نذكر من التدبير والمداواة ما هو أليق بهذا الموضع والتدبير في ذلك تحريك الدم بالقوة إلى الطمث.
ومما يفعل هذا فصد الصافن والعرق الذي خلف العقب فصد عرق الركبة والمأبض أقوى منه والحجامة على الساق والكعب وخصوصاَ للسمان فإنه أوفق.
وربما احتيج إلى تكرير الفصد على الصافن من رجل أخرى وإدامة عصب الأعضاء السافلة وربطها وتركها كذلك أياماً ثم استعمال الأدوية التي تفتح المسام وتسهل الرطوبات اللزجة إن كان السبب الرطوبة ثم استعمال الأدوية الخاصة بالإدرار وهي الملطفة المفتحة للسدد ومنها مشروبة مثل الفوتنج وطبيخه بماء العسل ومنثوره على ماء العسل.
والأبهل أقوى منه والمشكطرامشيع قوي جداً.
والدارصيني وأيارج فيقرا والسكبينج وا لجاوشير وثمرته والجنديادستر والقردمانا وطبيخ الراسن وطبيخ الأشنان وطبيخ اللوبيا الأحمر والمحروث والأشتر غاز وبزر المرزنجوش.
ومنها حمولات وهي مثل الخربق الأبيض وشحم الحنظل واللبنى والقنطوريون وصمغ الزيتون البري والجاوشير والجندبيدستر والحلتيت والسكبينج والقردمانا وعصارة الأفسنتين وقد يحتمل الأوفربيون على قطنة ويصير عليه ساعة يسيرة من غير إفراط.
وهذا الحمول الذي نذكره هنا قد جربناه نحن.
ونسخته: يؤخذ مر فوتنج من كل واحد أربعة دراهم أبهل ثمانية دراهم سذاب يابس عشرة دراهم زبيب منقى عشرون درهماَ يعجن بمرارة للبقر ويتخذ منها فرزجات.
أخرى: يؤخذ جندبيدستر ومر ومسك فيجعل بلوطة بدهن البان ويحتمل.
ودهن الأقحوان مدر للطمث إذا احتمل وعصارة الشقائق والنسرين.
أخرى: يؤخذ أشنان فارسي عاقرقرحا شونيز سذاب رطب فربيون بالسوية وينعم سحقه ويعجن بالقنة ويجعل في جوف صوفة مغموسة في الزنبق ويحتمل في داخل الرحم.
ومنها ضمادات وكمادات.
والتكميد بالأفاويه مدر للطمث.
ومنها بخورات مثل الحنظل وحده فإنه يمر في الحال وكذلك الجاوشير والحلتيت والسكبينج والقردمانا.
ومنها أبزنات من مياه طبخ فيها الملطفات المدرة للطمث الفوتنج والسذاب والمشكطرا مشيع ونحو ذلك.

.المقالة الرابعة: آفات وضح الرحم وأورامها وما يشبه ذلك:

.فصل في الرتقاء:

هي التي إما على فم فرجها ما يمنع الجماع من كل شيء زائد عضلي لو غشاء قوي أو يكون هناك التحام عن قروح أو عن خلقة.
وإما نتن فم الرحم وفم الفرج على أحد هذه الوجوه بأعيانها.
وإما على فم فرجها ما يمنع الحبل وخروج الطمث من غشاء أو التحام قرحة وما يشبه ذلك أو يكون المنفذ غير موجود في الخلقه حتى يعرض للجارية عند إبتداء الحيض أن لا يجد الطمث منفذاً لأحد هذه الأسباب فيعرض لها أوجاع شديدة وبلاء عظيم.
فإن لم يحتل لها رجع الدم فاسودت المرأة واختنقت فهلكت.
وقد يتفق أن تستمسك الرتقاء بإتفاق بحبل فتموت هي وجنينها لا محاله إن لم تدبر.
وهذا إنما يمكن على أحد وجوه.
أما أن يكون ما يحاذي فم للرحم عن للرتق متهلهل النسيج أو ذا ثقب كثير بحيث يمكن للرحم أن يجذب من المني شيئاً وإن قل فذلك القليل يتولد منه أو يكون الحق بعضه رأي الفيلسوف وبعضه رأي جالينوس الطبيب فيكون المحتاج إليه في تخلق الأعضاء هو مني الأنثى على حسب قول الفيلسوف ويكون ذلك مما يدر إلى الرحم من داخل للرحم على قول جالينوس.
ويكون مني الرجل تتلقى عنه للقوة والرائحة على قول الفيلسوف فلإنه قال إن بيض الريح إذا أصاب نزواً يلقى منه رائحة منه للذكر إستحال بيض الولاد.
M0 المعالجات علاج الرتقاء بالحديد لا غير فإن كان الرتق ظاهراً فالوجه أن يخرق شفر الفرج عن الرتق بأن يجعل على كل شفر رفادة ويقي الإبهامين بخرقة ويمد الشفران حتى ينخرق عما بينهما ويستعان بمبضع مخفي فيشق الصفاق ويقطع اللحم الزائد- إن كان تحت الصفاق- قليلاً قليلاً حتى لا يبقى من الزائد شيء ولا يأخذ من الأصلي شيئاً وذلك بالقالب.
والفرق بين الصفاق وبين اللحم الزائد إن الصفاق لا يدمي واللحم يدمي ثم يجعل بين الشفرين صوفة مغموسة في زيت وخمر وتترك ثلاثة أيام ويستعمل عليها ماء العسل- إن احتيج إليه ويستعمل عليها المراهم المزينة مع تَوَق عن التحام والتصاق وتضييق وخصوصاً إن كان المقطوع لحماَ.
وأما الصفاق فقلما يقبل الإلتحام بعد الشق.
وأما إن كان الرتق غائراً فالوجه أن يوصل إليه الصنارة ويشق إن كان صفاقاً شقاً واحداً ليس بذلك المستوى فربما ينال المثانة وغيرها بل يجب أن يورب عن مكان المثانة ويقطع- إن كان لحماً- قليلاً قليلاً ويلزم القطع صوفة مغموسة في شراب قابض عفص ثم بعد ذلك يجلس في المياه المطبوخة فيها الأدوية المرخية ثم يعالج بالمراهم الصالحة للجراح حملاً وزرقاً ثم بإلحامه.
وكما يظهر البرء فيجب أن يلح عليها بالجماع ويجب أن يتوقّى عند هذا الشقّ والقطع شيئان: التقصير في البضع والشقّ للقدر الزائد فإن ذلك يكون ممكناً من الحبل عند جماع يقع معسراً للولادة معرضاَ الجنين والحامل للهلاك.
ويتوقّى أيضاً أن يجاوز القدر الزائد ويصاب من جوهر الرحم شيء فيرم الرحم ويوجع ويورث الكزاز والتشنّج والأمراض القاتلة.
وإذا فعلت هذا فيجب أن تجنبها البرد البتة وأن لا تقرب منها دواء بارداً بالفعل البتة بل يجب أن تكون جميع القطورات والزروقات والحمولات مسلوبة البرد.

.فصل في كيفية محاولة هذا الشقّ والقطع:

يهيأ للمرأة كرسي بحذاء الضوء وتجلس عليه مع قليل استناداً إلى خلف وإاذا استوت ألصق ساقاها بفخذيها مفحجتين وجميع ذلك ببطنها وتجعل يداها تحت مأبضيها وتشد على هذه الهيئة وثاقاً ثم يحاول الطبيب الشق للصفاق والقطع للحم. وربما احتاج الطبيب إلى استعمال مرارة خصوصاً فيما هو داخل.
وإذا مدت الصفاق بالمراود والصنارات مدًا لا ينزعج معه الرحم وعنق المثانة وصفاقها إنزعاجاَ يؤذي هذه الأعضاء أولاً بالمد وثانياً بما لا يبعد مع إبرازها بالمدّ أن يصيبها من حد الحديد.
والمرأة تريك ما تصنع من ذلك وتعرفك ما صحب الصفاق الراتق من الأعضاء التي تجاوز هذا العضو من المثانة وغيرها فإن أفرطتَ فأرسل ما مددته ليرجع ما امتد إليك مما لا يحتاج إليه ثم أعد مد الصفاق الراتق بلطف ثم شقه على تأريب لا ينال المثانة ثم انظر في أول ما.
يشق فإن خرج الدم يسيراً فانفذ في عملك بلا وجل وإن كثر سيلان الدم فشق قليلاً قليلاً يسيراً يسيراً لئلآ يعرض غشي وصغر نفس.
وربما إحتيج إلى أن تترك الآلة الباضعة المسماة بالقالب فيها إلى الغد ملفوفة في صوفة مربوطة بخرق.
وإذا كان الغد نظر في قوتها فإن كانت قوية عولجت تمام العلاج وإلا أمهلت إلى اليوم الثالث ونزعت حينئذ الآلة وتأملت حال الشق بالإصبع تجعل تحت موضمه لتدلك على مبلغ ما يحتاج أن يشق من بعد.
وإذا حللت المرأة عما يعالج به فيجب أن تجلس في ماء طبخ فيه الملينات- وهو حار- وخصوصاً إن ظهر ورم.
والأجود أن يستعمل عليها المراهم في قالب يمنع الإنضمام.
وأجوده المجوف ذو الثقب ليخرج فيها الفضول والرياح وإذا أصاب القاطع اللحم للطبيعي فربما حدث سيلان بول لا يعالج.

.فصل في انغلاق الرحم:

قد يعرض ذلك للرتق وقد يعرض لأورام حارة وصلبة وعلاجها علاجه.

.فصل في نتوء الرحم وخروجها وانقلابها:

وهو العفل، الرحم ينتأ إما لسبب بادٍ من سقطة أو عدو شديد أو صيحة تصيح بها هي أو عطسة عظيمة أو هدة وصيحة تسمعها هي فتذعر أو ضربة ترخي رباطات الرحم أو لسبب ولاد عسر أو ولد ثقيل أو عنف من القابلة في إخراج الولد والمشيمة أو خروج من الولد دفعة.
وإما لرطوبات مرخية للرباطات أو لعفونات تحدث بالرباطات وربما خرجت بأسرها وربما انقلبت وربما سقطت أصلاً.